وإذا كان "المهري الأبلق" قد وقع مريضاً وفقد بهاءه نتيجة عملية جماع وكان لا بد لشفائه واستعاداه لبهائه وطهارته من التفكير عن الخطيئة عبر إخصائه، فإن "اوخيد" الملعون من أبيه وطريد القبيلة بسبب انجذابه إلى المرأة والذي حنث بوعده من أجلها أيضاً والذي استسلم لإغراء التبر (الشرك الأكبر وأس الشر وسبب الصراع بين البشر) على يدي خصمه وعاشق زوجته "دودو" مالك التبر، كان لا بد لطهارته وامتلاك حريته وانعتاقه من العبودية ليس فقط اعتزاله الناس وطلاق زوجته وقتل عاشقها "دودو" والتخلي عن الولد والتبر والقبيلة، وإنما أيضاً التضحية بنفسه وقبوله مستسلماً تقطيع أوصال بدنه من قبل أعدائه محققاً بذلك وصية "الشيخ موسى": "لا تودع قلبك في مكان غير السماء".
أخيراً، لعل رواية "التبر" هي الرواية العربية الوحيدة التي يحض فيها حيوان أعظم "المهري الأبلق" على أنه بطل رئيسي لا يقل تأثيره على مسار الأحداث عن شخصيات الرواية الأخرى. وفي هذا تحد لقدرات المبدع الروائي لا يخفي على القارئ.
نوع الكتاب: غلاف عادي 152 صفحة
الناشر: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان
المؤلف: إبراهيم الكوني
تركز رواية "التبر" على موضوعين أثيرين لدى إبراهيم الكوني: الخطيئة والحرية، وإن كانا لا يستغرقانها. و الخطيئة هنا تتجاوز المعنى الجنسي المباشر لعلاقة الذكر بالأنثى، إنها أقرب إلى المعنى الصوفي حيث الخطيئة هي ارتهان قلب الإنسان لعلائق الدنيا كافة: الأب، الزوجة، الولد، الصديق، الزعامة والمال... الخ.
Customer reviews
Weight | 0.1kg |